صحتك

اخبار الصحة العامة واخر الاخبار العامة في مدونة واحدة عبر مواقع الويب المختلفة

آخر المواضيع

الاثنين، 16 سبتمبر 2019

الواجب و المتعة... صورة كرة القدم.



الواجب و المتعة... صورة كرة القدم.


مررت بجملة في كتاب عنوانه "كرة القدم بين الشمس و الظلال" عرفت تاريخ كرة القدم في كونه رحلة حزينة من المتعة إلى الواجب . في خضم تحليل هذه العبارة لا بد و أن ألقي نظرة عن تاريخ اللعبة عسى و أن أفهم المعنى من الوصف الذي وضعه الكاتب و أراده رسالة مبعوثة عبر تلك الجملة.

قبل الميلاد بحوالي ألفي سنة، ظهر بعض جذور اللعبة في الحضارات الصينية و اليابانية ثم اليونانية، بأسماء مغايرة، المهم فيها كان هو الاستمتاع بركل أي شيء كان من جلد او حجر أو حتى رؤوس البشر عند نهاية الحروب، لتنتقل الفكرة الى وضعها كمسابقة في الأعياد و الأيام المميزة تنبني على هدف و هو الوصول بالكرة لنقطة معينة من طرف جماعة تسمى بالفريق و تخطي الفريق الآخر بشتى الأساليب و الطرق التي كانت تضم أشكال العنف، كل هذا يقوم به المشاركون في سبيل الاستمتاع بتلك الأيام المميزة.

بعد مرور الزمن ، و بالتحديد في القرن التاسع عشر، دأب مجموعة من الطلاب في إدخال اللعبة للثانويات بحدف العنف منها و الاستمتاع بطريقة لعبها، حيث كان لهم شعار "اللعب هو كل شيء، و ليس الغلبة، بل الأسبوب" ، و هنا انضاف مفهوم الروح الرياضية في اللعبة، فقد ركزوا على كيفية نقل الكرة بالحيل الى الهدف، تحت مبادئ وضعوها مثل التأدب و اللطف و القدرة على كبح النفس من الغضب.

في أواخر القرن التاسع عشر، ستبدأ الرحلة من المتعة الى الواجب شيءا فشيءا بعد أن يدخل الطابع الرسمي للعبة، ستقوم الدول المنتمية للمملكة المتحدة من تشكيل مجلس لتأطير اللعبة، و وضع قوانين لها تدريجيا بمرور السنوات من رمية تماس، ركنية و ضربة جزاء...

على العموم، بعد تحولها من لعبة عشوائية الى لعبة منظمة مؤطرة، ستدخل سياق التحكم السياسي في عدة أشكال خير مثال لها حاليا رآسة الأندية و استراتيجية تسييرها، لتصبح الفرق مشاريع للمستثمرين أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة، فتلقائيا يصبح كل فرد من الفريق سواءا كام مسيرا داخل الميدان أو خارجه يؤدي واجبه لانجاح المشروع.

فبالتدقيق نركز على الممارس للعبة أي اللاعب الذي أصبح يجد اللعبة كفرصة العمل كباقي المهن، يمضي على عقد تحتوي على بنود تنقسم بين واجبات عليه تأديتها، و امتيازات سيحصل عليها في المقابل؛ هنا بالتحديد نتحدث عن مفهوم الخدمة. انتقالا باللاعب الى أرضية المباراة يقوم بالمجهود مع باقي زملائه بغية في الفوز الذي سيمنحه مدخولا أكبر حسب العقد المذكور سابقا.

الواجب لا يكون بالضبط مقابله مادي بل عاطفي كذالك، فاللعب من أجل الفوز أمر ساري بل الفوز من أجل إسعاد فئة تسمى بالجماهير المحبة للفريق هو العاطفي ، فالاعب يستجيب للجماهير المطالبة له بتفريغ مخزون رئتيه على أرضية الميدان لادخال السعادة لقلوبها و كسب محبتهم و ودهم له.

من كل هذا سيتضح أن المتعة لها رابط بالواجب، فاللاعب يلعب من أجل الفوز (الواجب)، ليجني المال و الحب تجاهه(المتعة)، مع و جود متعة أخرى تكمن في فرض النفس في هذا العالم و الطموح لتخليد الإسم في التاريخ بتحقيق عدد أكبر من الواجبات.

هذه هي الحياة البشرية و هذا هو الإنسان بحد ذاته، الطموح للفوز و التميز في كل المجالات يدخله في دوامة الواجب نحو المتعة أو العكس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من نحن

authorمرحبا، أسمي محمد وهذه مدونتي أسعى دائما لأقدم لكم أفضل المواضيع الخاصة بكرة القدم
المزيد عني →

التصنيفات

التسميات

Forex (1)

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *